تقرير توثيقي عن حالة حقوق اﻹنسان في الربع الأول من عام 2021 والذي عملت عليه منصة ارمانج ومنظمة تفن
سوريا | اربيل | بروكسل | ٢٥ أيار ٢٠٢١
ملخص تنفيذي.
تعاني منطقة عفرين من أوضاع الفلتان الأمني و عدم الاستقرار بعد مرور ثلاث أعوام من إحتلالها من قبل الجيش التركي و الجيش الوطني السوري ، حيث يتعرض السكان الأصليون من الكورد " المسلمين ، الايزيديين ، العلويين " إلى أنواع مختلفة من الانتهاكات اليومية دون اتخاذ أي تدابير رادعة من قبل السلطات الحالية "المحاسبة و المساءلة و المحاكمة و القرارات ، البلاغات ، التعليمات، الأحكام القضائية ... إلخ " في حق مرتكبي تلك الانتهاكات و الجرائم.
في الربع الأول من عام 2021 تمّ توثيق وقوع 7 تفجيرات أودت بحياة 8 مدنيين وسقوط العشرات من الجرحى، ودمرت العديد من الممتلكات المدنية الخاصة. إضافةً إلى وقوع العديد من الاشتباكات والنزاعات بين الفصائل والتي أدّت إلى حالة من الذعر والخوف بين السكان، أسباب الانتهاكات اختلفت من حالة إلى أخرى ولكن بمجملها كانت مرتبطة بالسيطرة على الموارد الاقتصادية وطرق التهريب بين مناطق الجيش الوطني ومناطق النظام وأيضا الإدارة الذاتية.
عمليات نهب وسلب الممتلكات وتدمير التراث الشعبي مستمرة كما حدث في 18 كانون الثاني عندما قامت عناصر من فرقة السليمان شاه على هدم حمامين قديمين ومطحنة يعود تاريخها إلى مدة تزيد عن 100 عام في ناحية الشيخ حديد وتحويلها إلى كافتيريا لصالح قائد الفرقة محمد الجاسم الملقب (أبو عمشة)، وسميت كافتيريا اردوغان تيمناً بالرئيس التركي، واستمرت الفصائل في سلوكها التدميري في قطع الأشجار، ففي يوم 30 كانون الأول من العام 2020 قامت مجموعة ملثّمة بقطع 50 شجرة زيتون يعود ملكيتها للمواطن المهجّر قسراً حنيف بريمو من قرية كوبرا التابعة لناحية راجو من أجل بيعها كحطب. كما أن فرض الإتاوات بشكل تعسفي مازال واحد من أدوات الانتفاع الشخصي للفصائل وعناصرها كما حدث مع فاطمة محمد من أهالي قرية كوليا فوقاني التابعة لناحية راجو عندما اضطرت الى دفع 2000 ليرة تركي للشرطة العسكرية بسبب قيامها برعي مواشيهم في أرض زراعية تعود ملكيتها لأخيها المهجر قسرا.
تم استخدام الكثير من التهم كذريعة لاعتقال المدنيين ومنها تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، حيث تم توثيق اعتقال 59 مواطن\ة في الربع الأول وتم التحقيق معهم والبعض تعرضوا إلى تعذيب وحشي مما أدى إلى وفاتهم كما حدث مع المواطن شيخموس قاسم من أهالي قرية كوسا (ميدانو) / راجو الذي توفى في 6 آذار بعد نقله إلى مشفى عفرين بسبب تعرضه لتعذيب وحشي. والبعض الآخر مازال رهن الاعتقال وآخرون اضطروا إلى دفع فدية لإطلاق سراحهم، في حين إنّ بعض المعتقلين مازال مصيرهم مجهولاً.
عمليات التغيير الديمغرافي وتخريب النسيج الاجتماعي مستمرة من خلال مجموعة من الإجراءات والانتهاكات مثل عمليات تدمير التراث الشعبي وتغيير الهوية الكردية لعفرين كما حدث في قرية كوسا في ناحية راجو عندما قامت مجموعة ملثمة من الجيش الوطني بتدمير قبر الشاعر الكوردي عارف خليل شيخو بسبب وجود قصيدة مكتوبة باللغة الكردية على قبره. وفي تطور جديد في آليات التغيير الديمغرافي تم البدء ببناء المستوطنات حيث يتم بناء مجمّع سكني مؤلف من 240 شقة سكنية من قبل جمعية الإحسان التركية في جبل شيخ محمد الواقعة في أعلى قرية كفر صفرة والممتدة إلى جبال قازقلي في حج حسنو ناحية جنديرس.
يرى غالبية السكان الذين تم التواصل معهم أن حالة الانفلات الأمني والاعتقالات وعمليات نهب وسلب الممتلكات هي عمليات ممنهجة من قبل تركيا لإحداث التغيير الديمغرافي وإسكان المجموعات الموالية لها " عرب وتركمان وإسلاميين " بغية طمس هوية عفرين الكردية.
اختر لغة لعرض التقرير
Comments