Kurd, Kurdistan, Eevent
تشهد الأوضاع الاقتصادية في سوريا تدهوراً غير مسبوق، حيث أظهرت جائحة كوفيد١٩ أن أي مؤسسة لا يمكنها معالجة التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والتكنولوجية بشكل منفرد. لم يكن الوباء نفسه السبب الرئيس في تدهور الأوضاع الاقتصادية فالأسباب متعددة ومجملها له صلة بالصّراع الموجود في سوريا، حيث لعب الصراع وما رافقه من استقطاب سياسي في سوريا دوراً رئيسياً في تقويض دعائم الاقتصاد في شمال وشرق سوريا، إضافة إلى أن الحصار المفروض نتيجة عدم وجود أي معابر رسمية خصوصاً بعد إغلاق معبر اليعربية، والجفاف والتغيّر المناخي وغياب استراتيجية طويلة الأمد كان لها دور كبير في التدهور الاقتصادي. أدّت هذه العوامل وغيرها إلى نقص وضعف كبيرين في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء إلى جانب النقص الحاد في المواد الأساسية مثل الخبز والسكر.
أثّر هذا التدهور الاقتصادي تأثيراً بالغاً على التنوّع وزاد من الانقسامات ومن تعميق فجوة الخلافات في ظل غياب القدرة على إيجاد حلول فعّالة، فالأزمات المتتالية أثبتت ضعف القدرات والإمكانيات المتوفّرة في شمال وشرق سوريا وهشاشة العلاقات التحالفية مع المنظمات الدولية والحكومات المانحة، مما يؤكد ارتفاع الحاجة إلى إيجاد حلول بديلة تحقق الاكتفاء الذاتي بدلاً من زيادة الاستهلاك من الدول المجاورة.
يسعى منتدى تفن الاقتصادي الأول إلى تعبئة القطاعات المختلفة لتشكيل المبادئ والسياسات والشراكات اللازمة من أجل تحسين وتطوير الاقتصاد والحد من الفقر، حيث نرى أنه من الضروري أن يعمل القادة السياسيين والقطاع الحكومي والمجتمع المدني ورجال الأعمال وكل من يمكنه لعب دور إيجابي في هذا الصدد معاً لمستقبل أكثر شمولية واستدامة.
سعياً لتحقيق هذه الغاية، سوف يُعقد منتدى تفن الاقتصادي الأول كمنصة تجمع أكثر من مائة وخمسين (١٥٠) من القادة من السياسيين وممثلي حكومة الإدارة الذاتية والمجتمع المدني والحكومات المانحة والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية لمعالجة القضايا الحرجة، وذلك في ٣٠-٣١ كانون الثاني من العام ٢٠٢٢ حيث سيتم تخصيص يومين من العمل للحوار بين القطاعات المختلفة والقيادات ومساعدتهم على اختيار حلول مبتكرة وجريئة لوقف التدهور الاقتصادي خلال العام المقبل.